يتحدث هذا الكتاب الذي هو في الأصل أطروحة لنيل درجة الدكتوراة حول جسد الإنسان ونظرة المجتمع والدين له بشكل عام وفي العهد الحفصي (أواسط القرن الثاني عشر الميلادي حتى أواخر القرن الخامس عشر الميلادي) بشكل خاص، وتعزو المؤلفة سبب تخصيصها لقراءة الجسد في تلك الفترة بأن ذلك العصر كان يمثل ذروة الثقافة العربية في بلاد المغرب، الكتاب جميل جدًا يأخذك بجوانبه الفلسفية الى الأسباب التي أدت الى ظهور النظرة الإزدرائية تجاه جسد المرأة من جوانب تاريخية ودينية وإجتماعية، ويبحر بك بأبوابه الأربعه (المرأة بين الثقافي والقدسي - المكان كقطب للتوتر والصراع - الجسد النجس أو فكرة "السقوط في الجسد" - حدود الجسد بين المرض والموت) في عالم جميل ومتنوع بمصادر ومراجع مختلفة وموثقة.
كتابٌ غنيّ.. تناول الجسد وما يتعلق به وكيف تعومل معه في حقبةٍ معينة من الزمن.. وهي تلك التي كانت في أفريقيا " تونس تحديداً" وفي العصر الحفصيّ الذي وقع بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر ميلادي. كان جليّاً أن المرأة وجسدها قد كان مضطهداً بشدة.. وحتى طريقة التعامل معها كجسد شرير وشيطانيّ يجب الوقاية منه.. قد استنفذ كل الاعتبارات. أعجبني واستفدت كثيراً .. مع أن هناك بعض الصفحات لم أتوانى في قفزها مع كامل المودة للكاتبة ههه
أنهيته بعد 3 سنوات من التردد وقرابة ٣ أو ٤ نسخ من الكتاب ، ابتعتها في مناسبات مُختلفة :) الكتاب موسوعة جريئة ، يتضمن بعض الأخطاء لكنه مُفيد جداً للباحثين :)
كبحث دكتوراه مأخذي عليه أن الكثير من الأحاديث الموجودة موضوعة! فلم توفق الباحثة بدراسة النظرة الإسلامية بما أن المصادر غير موثوقة، لكنها اجتهدت في بيان حال الناس في حقبة زمنية معينة ورؤيتهم للجسد.