كنت في قرارة نفسي بحاجة ماسة إلى الانفراد بدفتري السري كلما سنحت الظروف. بيني وبين ورقتي كنت أستعيد حقيقتي ولو مغبشة، مستقيلة من طبيعتي الأخرى، المواربة، المُتحايلة على الواقع للفوز برضى الآخرين وعطفهم. هذا الدفتر المخول دون سواه كتم اعترافاتي، كنت أخبئه نهاراً تحت فراشي وأعود إليه ليلاً حين الكل نيام، أصب فيه عصارة مكبوتاتي.
كنت أتحول ليلاً إلى شيطان رغبات مقموعة أحررها كتابة بشعور من يقترف الخطيئة بلذة. كنت، وقلمي منساب برفق من وحيي الخصب، على اقتناع بأن الوقوع في الحب ينبغي أن يكون على مثال الحكايات، لا تحيا فيه المرأة العاشقة إلا إذا ذاقت عذاب الجحيم واحترقت في نعمة اللذة حتى الهلاك.
تحمل دبلوم دراسات عليا في الأدب الفرنسي. بدأت مشوارها في العمل الصحافي عام 1959 في التلفزيون وتعمل ناقدة في جريدة "النهار" اللبنانية منذ 1969. صدر لها سبع روايات باللغة العربية واثنتان بالفرنسية إضافةً إلى كتاب للأطفال وترجمات عديدة، أغلبها من الفرنسية إلى العربية. وهي شقيقة الروائية والشاعرة اللبنانية فينوس خوري-غاتا الحائزة على جائزة الغونكور الفرنسية للشعر عن مجمل أعمالها.
في الآتي سيرتها الذاتية:
مولودة في 20 تموز من العام 1939.
مجازة في الأدب الفرنسي.
في العام 1959 كانت أول مذيعة في بدايات تلفزيون لبنان ومقدمة برنامج "نساء اليوم" ثم برنامج "حرف في طريق الزوال".
في العام 1969 دخلت في مجال الصحافة المكتوبة في صحيفة "النهار"، ناقدة أدبية وموسيقية. وبقيت تكتب في هذه المؤسسة حتى النفس الأخير.
العام 1986 عيّنت رئيسة تحرير مجلة "جمالك" النسائية وكانت لا تزال تعتني بجمالها حتى الآن.
من مؤلّفاتها:
العام 1972 "حكاية ناصر" عن "دار نوفل للنشر".
العام 1998 "أوراق من دفاتر شجرة رمان"، عن "دار النهار" ترجمت إلى الفرنسية تحت عنوان Sous les branches du grenadier
العام 2000 "أوراق من دفاتر سجين" عن "دار النهار".
العام 2002 "المشهد الأخير" عن "دار النهار"، رواية اقتبسها المخرج ريمون جبارة مسرحية قرائية.
العام 2004 كتاب مصور بالفرنسية للأولاد Dans le jardin de Sarah عن "دار النهار".
العام 2006 "أنتعل الغبار وأمشي" عن "دار رياض الريس". اختيرت بين خمس روايات من بين أفضل عمل روائي لجائزة البوكر العالمية.
العام 2008 "الساعة الرملية" عن "دار رياض الريس"
العام 2009 كتاب مصور بالفرنسية L’Ame pourquoi faut-il la rendre?
العام 2010 "حين يشق الفجر قميصه" عن "دار رياض الريس".
العام 2012 "ماكنة الخياطة" عن "دار رياض الريس".
العام 2014 "تماثيل مصدعة" عن "دار الساقي".
رواية بالفرنسية مستوحاة من حلب المدينة المدمّرة، لم تنشر بعد. Quel est mon nom
رواية "قتلت أمي لأحيا" الأخيرة، الصادرة عن "دار رياض الريّس".
"الغربة" الرواية التي كانت لا تزال تحت قلم الكاتبة، تشق طريقها.
إلى جانب مزاولتها الكتابة الصحافية والروائية، لها محاضرات في المجالس الأدبية والجامعات والمدارس، عن رسالة الصحافة ودور المواطن في بيئته.
رواية من جمعهم القدر تحت قبّة ميتم من أهدافه أن يكون مختبرًا لاستسنساخ إنسانًا واحدًا بين عشرات الأطفال المختلفين لونًا ودينًا ولغةً كي يصنع منهم مواطنًا واحدًا عالميًّا. ماريّا الخرساء تدخل الميتم طفلة بعد أن قُتِلت والدتها وضاع الأخ في قوافل اللاجئيين وهرب الوالد. ماريّا تدخل الميتم طفلة وتخرج منه صبيّة يحشر الماضي ذاته في حاضرها المغبّش. في هذه الرواية رائحة قصص وأحلام شاخت وعتقت قبل أن تُطيّب آمالهم في خوابي العمر. هي حكاية ميتم بنظامٍ قاسٍ ووجوه عابسة متولّية شؤون أطفال دفعهم الإجرام إلى هذه الموسّسة الحاضنة مآسي الطفولة هادفة أن تنسيهم حنان الأمومة المفقود بحضن المنفى. رواية صعبة، متشابكة الأحداث والمشاعر ومركّبة الشخصيّات. صراعات، ظلم، فقدان، قهر، وسوسة، وحروب. رواية بألف وجه وألف دمعة لا تفظّ بكارتها ابتسامة واحدة.
ماأجملها من لغة وما أعذبها من رواية ..آدب الحروب والحرمان يكتب بلون قزحي محولا اسوده الى بهجة ..امراة تكتب بلغة فضائية فضفاضة بدءر من العنوان تسيرك لغتها الرائعة فتنسج قصص بقلم مبري هو رصاص كلماتها ..نعم بهرت بالرواية واسعدتني الملكة الربانية والموهبة القوية ....
رواية "أنتعل الغبار وأمشي" هي تجربتي الأولى مع الكاتبة اللبناينة "مي منسى"، ووصلت هذه الرواية إلى قائمة البوكر القصيرة لعام 2008.
ولكم كان لقاؤنا الأول مؤلماً، وجارحاً! فبطلة الرواية "ماريا" البكماء، التي وجدت نفسها تُقتلع من أرضها، بعد مقتل أمها وهروب أبيها، وإختفاء أخيها أثناء رحلات الهجرة عبر البحر! لتجد نفسها ذات الأحد عشر عاماً بمفردها بمواجهة العالم، تخوض دروباً وحروباً بداخلها، فكيف ستنجو من هذا العالم المُقبض؟ بكل تأكيد بالكتابة! تُدون "ماريا" كل ما تشعر به، وتراه، بلغة مُرهفة وشاعرية، تكاد تشعر أن الكاتبة تذوب بداخل دفترها، فتصبح هي الكلمات، والكلمات هي، تُشفق عليها بعد كل سطر، بعد كل مآسأة تتعرض لها، ولكن تعرضت لمآسي، قد تهد جبال، ولكنها ظلت واقفة، رُبما انهارت، ولكنها سرعان ما شمخت، تبحث عن معنى لكل هذا العبث والظلم، والقهر، والغُربة.
"كنت -للتكفير عن يُتمي وعن وجودي العليل في هذا الكون- أتلون بأقدار بطلات الروايات التي كنت ألتهمها بنهم لأسد بها جوعي إلى الحب، إلى الحنان، إلى المغامرة اليائسة الموشومة بالموت."
فكانت وظيفتها كصحافية تجعلها تتنقل في بقاع الأرض المُختلفة، التي يحدث فيها الحروب والظلم غالباً، لتكتب عنها، وعما تراه من دماء وقتل، ولم تكن تعلم أن أحد هذه الرصاصات الطائشة قد تصيب أحداً وتتوجع هي بدلاً منه! وفي الوقت التي ستشعر فيه أنه اعتادت العالم كما هو، تأقلمت على ظلمه، ووجدت فراغاً بسيطاً تستطيع أن تبتسم فيه، تجد العائد من الاختفاء يُزلزل كيانها بحقائق من الماضي، لم تكن تريد حتى أن تعرفها.
ختاماً.. رواية مؤلمة، وحزينة، ذات سرد مختلف من الكاتبة "مي منسى"، والذي بالتأكيد سيجذبك تعبيراتها وكلماتها، لولا أنني شعرت أن النهاية كانت ليست على نفس مستوى الأحداث، وأن بعض الشخصيات تظهر وتختفي على حسب الحاجة وليس على حسب أحداث الرواية، لنالت تقييم أعلى، ولكنها لا زالت بالنسبة لي رواية جميلة وتستحق أن تُقرأ.
هذه الرواية استحوذتني بعمقها الأدبي والفني والإنساني.. هي أكثر من رواية! هي حياة كاملة؛ تعيشها بكل حواسك.. هي موت وتحد للموت، للإعاقة، للفقد، للتهجير، للغربة، للظلم.. هي تحد للحرب بكل فظائعها وعبثيتها.. هي حب وحنين من بين كل الركام وصور أبدعتها القديرة مي منسى بلغة وصفية وسردية بليغة وراقية..
أنتعل الغبار وأمشي هي رواية رمزيّة تعبّر عن تعثّرنا بالحياة, فقداننا لحذاء يقينا وحولة الطريق, وضرورة انتعالنا غبار هذا الطريق الخائن والمضيّ قدما. ماريا نور سلخت من بلدها وعائلتها وأخيها, وهامت في المنفى غريبة أضاعت صوتها وهويتها ولغتها وإرادتها. تأرجحت بين كتاباتها الحميمة والصحافية وارتيادها المسارح وقراءاتها الأدبية. هذا العالم الصاخب الخارجي يتماهى مع عالمها الداخلي الصاخب ليلا نهارا, ويتعارض مع جسدها الذي يلفّه الصمت. تعيش ازدواجية فتسمح للآخرين أن يتسلّموا زمام أمورها. هذا الانفصام الشبيه بقصة د. جيكل والسيد هايد يتجلّى في كونها إثنتان: العفيفة والغاوية, الصامتة والصارخة, المنتقمة والغفورة, المقدامة والهاربة... تطرّقت مي منسّى في هذه الرواية إلى موضوع الصداقة بين فتاتين وتطوّرها على مدى السنين حتى شبّت الفتاتان, وأصبحتا امرأتين على حافة منتصف العمر. يضاف هذا الموضوع إلى الثيمات التي تحرص مي منسّى على حبك رواياتها حولها: الحرب, التهجير, فقدان الأم, اليتم, الطفولة المبتورة, غياب الأب, الحب العذري والشهواني, الفن المسرحي, الأدب, الكتابة, التاريخ, آثار الماضي, الذكريات, الأساطير, استشراف المستقبل, الرفض, التخلّي, الولادة الثانية, والغربة. هذه رواية غبار الذكريات ودويّ صراخ الثورة على النفس, الماضي, الآخرين, الوطن, الحرب, والموت. رائعة!!!
"لكن الماضي المبتور لا بدّ أن يبقى منه أثرٌ ولو شحيح... كما الساق المبتورة التي تنادي أحياناً عبر اللاوعي يداً تمسدها وتخفف من أوجاعها. وإذ تمتد اليد تتعثر بفراغ أكثر ألماً من الألم"
ها هي ماريا تجول في أحياء باريس، صحافية مبدعة لا تهاب الموت، سافرت إلى شتّى بقاع الأرض لتشبع جوعها الأبدي بالكتابة: تلك الكتابة السوداوية التي تفضح الظلم في العالم: حروب ومجاعات، فقر ومرض، عذاب واستسلام... لكن ماريا لم تنسى الماضي أبداً، وكيف لها أن تنساه وهو يقفز عليها من كل زاوية ومكان، مجازر العراق، الصومال وأثيوبيا، الفيتنام كلها تعيدها إلى مكان واحد: قرية صغيرة من قرى لبنان، وبيت يدخله المسلحون ليقتلوا والدتها أمام عينيها... مراكب في البحر وطفل صغير يصرخ بأعلى صوته: ماريا...لا تتركيني!!! لكن ماريا تركته، لم تستطع الصراخ والكلام، لم تستطع إنقاذه بعد أن أصبحت بكماء. وظلّت هذه اللحظات تعذّبها طويلاً طويلا...
التقييم: 🌟🌟🌟 3 نجوم، اللغة بديعة والرواية جميلة تستحق القراءة❤
الكتابه المغموسه في نتن الذاكره منحتني الحريه.... فرح الحريه
اعظم ما في الوجود ان ندرك معنى ذاتنا!
لم الملم من طفولتي الخائره سوى لساني المسجون في الصمت و امي العالقه بدمائها في عقده ربطته
كان طعم الدم على لساني نتنا تفوح منه رائحه الموت
عيناي تحدقان في الافق لا يجرحهما سؤال لا تتسولان عزاء كان فراغا سطا على كل شيء حولي و بي
هل كان بالمستطاع ان اسال ان اصرخ ان انبش الفجر الطالع لاعثر على اخي الضائع من يدي و على طفولتي الضائعه في ضباب تشرين و بلبله التهجير
و هل بين المئات المتجمهرين على مرفأ النفي من كان سيوقف هدير البحر ليسمع صراخي لو تسني لي النطق
كان كل شيء مدبر يوم توزعنا صغارا و كبارا على مرفأ الغربه ...ملامح النكبه على وجوهنا و في الحقائب المحشوه على عجل
صرت اسمع الصمت صراخا و بلبله
عندما جاءتني الكتابه كمخاض عسير لابد لي من تفجيره بسواده و اشواكه تحديت قوتي النفسيه لمواجهه ما حدث فعلا في ذلك اليوم
كان صوت في داخلي يحثني على الشجاعه و العزم ....احاول بدفع من لاوعيي ان الد ذاتي من ناره
وجدت في الكتابه ما كان ضائعا مني… ان الكتابه فعل حب... القلوب المملوئه بالحب ...تغدو اكثر سخاءا و عطاءا
لم احدس يومها بان الكتابه ستغدو اداه نضال و بحث عن الهويه الضائعه
لابد للانسان من مطارده احلامه للوصول الى غايته...لكل منا دربه في العثور على الهويه... بوسع الاراده ان تفوق المستحيل
رغم تمردي على الزمن الواقف و كفاحي اليومي لاكون في سباق مستمر مع فكري...ادركت ان الحب وحده قادر على تعريتي من القناع الصلب الذي اخفيت وراءه هشاشتي و عطبي
تذكري … بلدك يناديك...انت مسؤوله عنه....
سانتعل الحذاء و امشي في اتجاه هذه الارض التي جعلت من الموت انتصارا و من شهدائها ابطال حريه و سياده
لبنان ... احبك حتى الموت
لبنان فريسه عدوان جيرانه عليه يغتالونه يذلونه و يبقى شعبه متمردا على الصعاب مناضلا للحريه و لا يستكين
هذه الحراره التلقائيه النابعه من شعب محتل مضطهد مسلوب الاراده و الموارد و ما زال قادرا على العطاء و الحب و العناق
المئذنه و قبه الجرس بدتا لمخيلتي الخصبه في شبه عناق كريشه و محبره كما لو ان الواحده تغمس في مداد الاخرى لتكتب في السماء كلمه الله....
هناك في الطرف الاقصى من الاحزان نافذه مشرعه ...نافذه مضاءه....
حينما نلتقي بأشخاص يشبهوننا نشعر بأن الكثير من الحواجز تسقط لأننا نمر بوضع مشابه لا نحتاج أن ننتحل ( شعور آخر ) ن��وارى خلفه عن (الشفقه) .المجازر الجماعية التي تحدث في أماكن متفرقه من العالم كانت سبب بـ تجمع ماريا وسايد وماليا في ميتم بصفتهم ضحايا حرب , كانت ماريا الطرف الصامت شقت حياتها في الغربة بعيده بلا أهل ولا وطن ولا ( صوت) سوى قلمها الذي ساعدها في تحقيق نجاحات في العمل الصحافي , لكنها كانت تحتاج صوتاً يصرخ حينما تتألم أو ينطق بكلمة الحب حينما تمتلئ إحساس يقتلها بقائه دون أن يتسرب لمن تحبه ,
ربما القصه خفيفه لكن حديث ( مي منسي ) عن مشاعرها كان آسر ,
من الكتاب : * بإمكاننا ان نعيش في وحده أملاً في أن نكون في إنتظار أحد. * الوجوه الصامته المنتظره محطتها لتنزل من القاطره كانت كتابً مغلقاً أقرأ بين صفحاته خيبات وفراغ وإنتظاراً * غريبه هي الذاكره تتسلل من ثقوب النسيان تزحف بين شقوق العمر ومها أغلقنا الأبواب في وجهها وأقفلنا النوافذ المطله عليها صورة عابره صوت كلمه كافية لتشعل ولاّعتها وتضيء هذه الناحية المنسيه من العمر * لعل الخوف الذي سبق كل خطوة من حياتي كان مفتاح السر إلى إنتصاراتي على المصاعب الخوف الذي أصبح ضرورة لأطمئن إلى الخطوة التي سأقوم بها * الوقت الذي نتخيله مسرعاً لا يتوقف يعتقلنا في مجراه الصاخب يهرب بنا من ذاكرتنا يحولنا من منظرين له إلى أسرى بين شباكه طاغياً مستبداً بأحزاننا العتيقه يعطلها فنغدو على مسافاة طويله من جغرافيتها هكذا أبحرت على أمواج الوقت العاتيهز * أن القدر ليس موتاً وسواداً وحجيماً يختبر قدراتنا على تحمل نيرانه الحارقه بل أيضاً عيد وأجراس فرح وعناق حتى الذوبان بالآخر * يال سر الحياة تدخل أصابعها في اوتار أعصابنا وتعزف ما يروق لها من خوف وهموم ومن أسىى وبهجه وتجعلنا أسرى مزاجها فندور في دوامتها مصابين في الهواجس والأوهام * خبرني عن الحياة فالموت أعرفه مولود فيّ وينطلق صوت من داخلي يجيب الحياة نشوى وسكر الحقيقة هو الموت * كآبتي صرت أعرفها وأعرف مدى سلطتها علي بتحولي خموداً فكرياً وإنطفاء رغبة الحياة لدي لم أكن جاهزة لأسمع عنها أكثر ولا ما قاله فرويد إن الكآبة المزمنة قد تصل بالمصاب إلى الإنتحار *إن السعادة لاتعطى كهدايا العيد إنها معركه علينا إغتصابها بأضافرنا لننتصر على اليأس *الموت وحده القادر أن يطلعنا على هذه المغامرة المبتورة التي إسمها الحياة الموت هوا الحقيقه بعد أن نكون تركنا على حافة نعشنا جنون الحياة وأوهامها *أخاف أن أفتقدك فيغور بي العدم وتجف قصيدتي *لن ندع حبنا ينبت في حدائق عادية سنرعاه ليشمخ بين سنابل الخالق ولو وضع يده على قفص صدري لسمع قلبي يجيب : بل نعلو به حتى الشمس ونسهر على ديمومته *
مر شهر تقريباً على انهاء الرواية وبقي تعلقي بها ولا اريد سوى ان ابدأ برواية اخرى للكاتبة ------------------------------- مع مي منسّى ختامها مسك(الروايات لعام ٢٠١٨)، الاسلوب واللغة رائعة وراقية، والشخصيات متماسكة، القصة مؤلمة واقعية وانسانية ، هذه اول قراءة لي للكاتبة ولن تكون الاخيرة. ه الاقتباسات كثيرة.
كنت على موعد مع مآسي ماريّا نور وقصص لا تقلّ مأساة عن موت أمّها في مذبحة حرب لبنان و المنفى إلى فرنسا يوصلها إلى ميتم مدّها برعاية كاملة أعانها على تجهيز مستقبلها بين معهد الصحافة والعمل ليلاً في المطبعة ،
أكلت الجروح والمآسي سنينها على مهل وكانت الفاجعة الكبرى التي تسبّبت بعقدة في لسانها هي موت أمّها أمامها حين كان عمرها تسع سنوات ، إثر حرب امتدّت مخالبها لقريتها ، و قبلها تخلّي أبيها الذي كان عاري من الوداع والجواب . ثم في الطريق ضاع "سامر نور" شقيقها الأصغر مخلّفاً صرخة أخرستها وحشة البحر . انتقلت للميتم وهناك ضاعت بين عائِلة أنجبتها من جديد تشارِكهم الصّخب بالصمت نظرات قلقلة متفحّصة تحاول إكتشاف مأساة كل طفل أوصلته الحروب أو الكوارث الطبيعية ليكون معها أخاً باسم الفاجعة ، لتكشف لها الأيام عن فراق حبيب وصداقات حميميّة في العراق و الصومال، حين كانت في مهمّات صحفية على موعد مع الحرب والدّماء والوداع كذلك له جزء في هذه الأجواء التي لا تخلو من الفقد ، ثم والفاجعة الكبرى وصلتها كجوابٍ ثقيل وصادِم وقاتِل مع أبيها على تساؤلات تمنّيت لو لم يصلها عليها جواب ،
وقصّة معقّدة ستكون خاتمة المآسي عن عمّها الخائِن لبلده "لبنان" ، باع ضميره والدّم وأبناء الأخ ، أمّن حياتِه وتسبّب في تهجير أبناء بلدته مقابل التّرف .
وبين كل صفحة وأخرى، قصّة وأخرى أكثر منها فجيعة كنت أطلب من ماريّا محاولة الصّراخ علّها تكسر هذا الحاجز المتين بينها والحياة، ولكن .. كيف وهذهِ مآسيها ، التهمتها بدموع حارّة ألهَبت قلبي، سيرَة ذاتية مهذّبة بمشاعِرها ، لم تنطق بلسانها ولكن وقع القلم كان أقوى وأفصَح ، وهي المحصّنة بالإرادة والموهبة بعد سيرها على أصول الثقافة الفرنسية والصّحافة بتفانٍ في العمل والأداء، أدركت في لحظة ثمينة، حين تذكَّرت ما قرأته يوماً في مجلة زراعية " أنَّ شجرة الزيتون يستحيل عليها الازدهار في أرض غريبة عن أرضها ولو سعت شروشها أن تتكمش في تربة الغربة " ، أن ترمّم لغتها العربية حرفاً حرفاً (( وأصوغ بها كلمة ثم فعلاً ففاعلاً فضميراً مستتراً يحاور لساني المعقود بلا حرج ))
كان للحب مكان بيد أنّني لم أشعر بسعادتها ، لم يكن باعتقادي حب عادِل قبلته فظلمت قلبها ، لرجل أخرج حبيبته المفقودة من بين حضورها "الحاضِر الغائِب " ، امتدّ الحب ومدّه إليها "ماريّا" ولكن يبقى حب ظالم لم ولن يسدّ شهيّتها ،
رغم كون هذه الرواية غارقة بالمآسي والعذابات والآلام، تنساب بلغة أدبية مذهلة فلا تشعرك بالعتمة الداخلية بل تجعلك تفهم على مستوى أرحب نعمة الحياة التي تعيشها وتحمد الله. في أثناء قرآتي كنت أتساءل، أين الجميع عن هذه الرواية!؟ وأقارنها بروايات أخرى شهيرة وذائعة الصيت في العالم العربي وأدرك كم أن الفكر الفارغ هو ما راج في الآونة الأخيرة سيما بعد أن ارتدى رداء الأدب.
هذه الحكاية الفضفاضة لماريا الفتاة التي عاصرت الحرب وهُجّرت يتيمة من لبنان إلى فرنسا وترعرعت في ميتم ضمّ مختلف الجنسيات حاولت فيه كسب المعرفة وتحدي الإعاقة. تخطت ماريا حاجز الموت لتثبت للحياة أنها جديرة بالبقاء وأحاطت نفسها بأشخاص كثر من شتى بقاع الأرض خلال حياتها الدراسية والمهنية فأصبحت تملك في كل بقعة عائلة.
الموت الذي حاصر ماريا جعلها تعتقد بأنها رابضة تحت تعويذة الألم ولكن للحياة مخططات أخرى معها. الرواية بشكل عام هي قمة في الجمال الأدبي والأقرب ما تكون إلى الواقعية بلا مبالغة أو خوض في النحيب والوجع ولعن الحياة. أتساءل أين كنت عن هذه الكاتبة، وأين الجميع عن هذه الرواية الانسانية ذات العمق في المضمون والمعنى!؟
رواية جميلة ومسلية تأخذك الى تفاصيل الغربة والحرب التي تغير من مسار حياة الانسان مروراً بما تخلفه هذه التجرية من اثار نفسية على ضحاياها والتي تجعل العيش مع ذلك الماضي صعباً للغاية .. أحببت في الرواية الصياغة الأدبية الجميلة والبسيطة وأحببت أكثر كم الاقتباسات التي أوردتها في ثنايا الكتاب .. استمتعت بقرادة الرواية وزادتني شغفاً لقراءة المزيد لنفس الكاتبة
عندما تجمع المجازر الجماعية التي تحدث في أماكن متفرقة من العالم كلاً من ماريا، سايد، و أماليا في ميتم بصفتهم ضحايا حرب، كانت ماريا الطرف الصامت شقت حياتها في الغربة بلا أهل و لا وطن و لا (صوت) سوى قلمها الذي ساعدها في تحقيق نجاحات في العمل الصحفي، لكنها كانت تحتاج صوتاً يصرخ حينما تتألم، ينطق بكلمة الحب حينما تمتلئ إحساس يقتلها بقائه دون أن يتسرب لمن تحب.
ربما القصة خفيفة لكن أسلوب مي منسي في الحديث عن مشاعرها كان آسر.
رغم كون الذاكرة معطوبه ومشوهه ورغم أن في الروح جروح غائره لا تظهر الا حين تحفرها تلك الذكريات - ذكريات وطن ،عائله ، واعاقه ...الا أنه يبقى رغم ذلك قدرة على الحب ومحاولة البدء من جديد من أجمل ما قرأت من الروايات ..
ما اروعها من لغة ادبية... ما اقساها من حياة... من اروع ما قرأت ... صعوبات و كوارث مروية على لسان البطلة المعاق عشتها شخصياً في حياتي و عشتها مرة ثانية مع هذه الرواية... مي منسي كاتبة و روائية استثنائية
بامكاننا أن نعيش في وحده أملاً أن نكون بانتظار أحد
. .
رغم كون الذاكرة معطوبه ومشوهه ورغم أن في الروح جروح غائره لا تظهر الا حين تحفرها تلك الذكريات - ذكريات وطن ،عائله ، واعاقه الا أنه يبقى رغم ذلك قدرة على الحب ومحاولة البدء من جديد . هذه الروايه جاءت كحوار نفسي ربما مطول حاولت به مي منسي أن تصنع صورة صغيره لفتاة لبنانيه ��قدت الكثير ولكن لم تفقد حلمها بأن تعوض اعاقتها بالكتابه كتبت كثيراً جداً واستطاعت ان تعيد جزءاً مما فقدته .. . الروايه لغتها جميله جداً دافئه ربما حزينه أكثر ولكن الأهم انها صيغت بطريقة ناعمه تؤثر في حين وتمنح جمالاً في حين آخر . اقتباس من الروايه - هل يمكن أن يختار أحد قدره ويصوغة بما لديه من طاقات قادره أن تحول الأحلام إلى واقع ؟
In this book, Mai Mannaseh describes the troubled psychology of modern Lebanon symbolically through her traumatized, orphaned, psychogenically mute protagonist.
Very easy to read; it's written in 2-3 page paragraphs. The existentialist or soul searching paragraphs are good, although they remind me too much of blogs. But then between each three of these Mannaseh forces in a tear-jerking mexican series twist, which just feels out of place.
There's a couple of good quotes at most, the rest is just to skim
أكثر شيئ يشدني لقراءه كتبها اسلوبها بالتشبيه لدرجة احسست اني واحد من ابطال قصصها كل ما أتمناه ان رواية أنتعل الغبار و أمشي ان تحول الى عمل سنيمائي . شكرا لك سيدتي
أعجبتني بداية الرواية كثيرا حيث جعلتني أعيش الحكاية بأحداثها ومشاعرها، وأعجبني كثيرا وصف الكاتبة لمراحل حياة ماريا اللبنانية المهجرة من بلدها قسرا من قبل عمها لتنفى إلى فرنسا بعد مقتل أمها وفقدان أخيها، الفاجعتان اللتان أدتا إلى فقدانها لصوتها لتصبح بكماء.
حيث نشأت في ميتم في فرنسا لتكبر وتصبح كاتبة صحافية ناجحة تجوب بلدان العالم لتغطي المآسي العالمية.
لكن لم يعجبني الثلث الأخير من الرواية، حيث لم أقتنع ببداية علاقة ماريا بميخائيل التي شوهت الحب العذري والبريء الذي كان يجمعها بسايد.
وبالنسبة لنهاية الرواية أحسستها سريعة وغير متوقعة ومفتوحة.