Ayman Zaaqoq's Reviews > الحفيدة الأميركية
الحفيدة الأميركية
by
by
"مكان الولادة بغداد. لون الشعر اسود. العلامات الفارقة: شقيق في ديترويت وستة إخوة في مدينة الصدر"
هذه الجملة الجامعة تلخص الرواية؛ الرواية التي تصور الشتات الذي تعيشه فتاة أمريكية من أصل عراقي تعود للعراق مع الجيش الأمريكي الغازي.
ترسم المؤلفة ببراعة تحول البطلة من الإيمان بقدسية المهمة الأمريكية في العراق إلى الشك بل الكفر بهذا الدور من خلال عرض وجهات نظر العراقيين ممثلين في أقارب هذه الفتاة المقيمين في العراق بالإضافة إلى اللوحات المأساوية للإذلال اليومي لأهل البلد على يد المحررين المحتلين:
"أسألها عن القنينة. تحلف طاووس بالعباس أبي فاضل أن جدتي أخرجتها و كرعتها كلها يوم رأتني (بهدوم الأميركان و راكبة دبابة). ظلت الليل كله تولول مثل العدادات".
فيبدأ الشك يدب في قلب بطلة القصة
"نسميهم العصاة أو المتمردين، الإرهابيين، المجرمين، عناصر الشغب. كل الصفات صالحة لكي لا نقول المقاومة"،
و تؤرقها الحيرة الواخزة
"هل تفرح في العيد أعين تنام على فزع و عليه تستيقظ؟"
لتصل إلى أن تصف نفسها بأنها "كلب له بيتان لا يأمن لأي منهما"، فقد كانت سعيدة بالعودة إلى بغداد كطفلة يصطحبها أبواها إلى متنزه مرح، لتصدم بالدمار و الرفض و التهديد على مدار الساعة، وحين تعود إلى ديترويت تفقد تكيفها مع مجتمعها الأمريكي البارد المتفكك فتعود إلى بغداد التي تستقبلها بعداوة أكثر. وفي النهاية تقرر العودة إلى أمريكا نهائيا بعد أن تكون قد كفرت بكل الأهداف السامية التي غزت أمريكا العراق لتحقيقها:
"الحرب بصلة متعفنة"؛
"تاريخ العشرين من كانون الثاني 2009. آخر يوم لبوش في الحكم. سيذهب و تبقى اللعنة تلوث مياه النهرين لعصور قادمة".
وقد اختارت الكاتبة غلافا اخضر لروايتها، و بدأتها بحديث نبوي مختلف عليه "إياكم و خضراء الدمن" كأنها تحذر من "المنطقة الخضراء" في بغداد التي يتمركز فيها الجيش الأمريكي وينظر إليها العراقيون باعتبارها رمزا لنكبتهم المعاصرة.
النص سهل ممتنع. فالكاتبة رغم دسامة الموضوع قدمت للقارئ وجبة خفيفة لرواية سريعة الإيقاع خالية من الملل أحداثها مركزة لا مط فيها و لا إطالة. أضف إلى ذلك أن الأديبة قسمت الرواية إلى فصول قصيرة تشعر القارئ بخفتها وظُرفِها. اللغة سليمة و قوية، طعمت فيها الفصحى بعبارات من اللهجات العراقية الأصيلة فزينت النص وجمّلَتْهُ و دعمته.
و في رأيي تستحق هذه الرواية مكانها في القائمة القصيرة للبوكر العربية (2009) بجوار نصين أدبيين معجزين (عزازيل و زمن الخيول البيضاء)، و أوصي كل أحبائي بقراءتها.
و اختم بما ختمت به البطلة قصتها "شلت يميني إذا نسيتك يا بغداد".
**من الرواية:
بكاء النساء هنا ليس هواية. بل طريقة حياة. رياضة يمارسنها بانتظام، فرادى و جماعات، للحفاظ على لياقتهن الروحية. تقوي الدموع عضلة القلب و تخفف من ضغط الدم. لها، أحيانا، مفعول يضاهي دوخة البيرة.
النقصان في الحب موت آخر. حياة مضروبة.
هذه الجملة الجامعة تلخص الرواية؛ الرواية التي تصور الشتات الذي تعيشه فتاة أمريكية من أصل عراقي تعود للعراق مع الجيش الأمريكي الغازي.
ترسم المؤلفة ببراعة تحول البطلة من الإيمان بقدسية المهمة الأمريكية في العراق إلى الشك بل الكفر بهذا الدور من خلال عرض وجهات نظر العراقيين ممثلين في أقارب هذه الفتاة المقيمين في العراق بالإضافة إلى اللوحات المأساوية للإذلال اليومي لأهل البلد على يد المحررين المحتلين:
"أسألها عن القنينة. تحلف طاووس بالعباس أبي فاضل أن جدتي أخرجتها و كرعتها كلها يوم رأتني (بهدوم الأميركان و راكبة دبابة). ظلت الليل كله تولول مثل العدادات".
فيبدأ الشك يدب في قلب بطلة القصة
"نسميهم العصاة أو المتمردين، الإرهابيين، المجرمين، عناصر الشغب. كل الصفات صالحة لكي لا نقول المقاومة"،
و تؤرقها الحيرة الواخزة
"هل تفرح في العيد أعين تنام على فزع و عليه تستيقظ؟"
لتصل إلى أن تصف نفسها بأنها "كلب له بيتان لا يأمن لأي منهما"، فقد كانت سعيدة بالعودة إلى بغداد كطفلة يصطحبها أبواها إلى متنزه مرح، لتصدم بالدمار و الرفض و التهديد على مدار الساعة، وحين تعود إلى ديترويت تفقد تكيفها مع مجتمعها الأمريكي البارد المتفكك فتعود إلى بغداد التي تستقبلها بعداوة أكثر. وفي النهاية تقرر العودة إلى أمريكا نهائيا بعد أن تكون قد كفرت بكل الأهداف السامية التي غزت أمريكا العراق لتحقيقها:
"الحرب بصلة متعفنة"؛
"تاريخ العشرين من كانون الثاني 2009. آخر يوم لبوش في الحكم. سيذهب و تبقى اللعنة تلوث مياه النهرين لعصور قادمة".
وقد اختارت الكاتبة غلافا اخضر لروايتها، و بدأتها بحديث نبوي مختلف عليه "إياكم و خضراء الدمن" كأنها تحذر من "المنطقة الخضراء" في بغداد التي يتمركز فيها الجيش الأمريكي وينظر إليها العراقيون باعتبارها رمزا لنكبتهم المعاصرة.
النص سهل ممتنع. فالكاتبة رغم دسامة الموضوع قدمت للقارئ وجبة خفيفة لرواية سريعة الإيقاع خالية من الملل أحداثها مركزة لا مط فيها و لا إطالة. أضف إلى ذلك أن الأديبة قسمت الرواية إلى فصول قصيرة تشعر القارئ بخفتها وظُرفِها. اللغة سليمة و قوية، طعمت فيها الفصحى بعبارات من اللهجات العراقية الأصيلة فزينت النص وجمّلَتْهُ و دعمته.
و في رأيي تستحق هذه الرواية مكانها في القائمة القصيرة للبوكر العربية (2009) بجوار نصين أدبيين معجزين (عزازيل و زمن الخيول البيضاء)، و أوصي كل أحبائي بقراءتها.
و اختم بما ختمت به البطلة قصتها "شلت يميني إذا نسيتك يا بغداد".
**من الرواية:
بكاء النساء هنا ليس هواية. بل طريقة حياة. رياضة يمارسنها بانتظام، فرادى و جماعات، للحفاظ على لياقتهن الروحية. تقوي الدموع عضلة القلب و تخفف من ضغط الدم. لها، أحيانا، مفعول يضاهي دوخة البيرة.
النقصان في الحب موت آخر. حياة مضروبة.
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
الحفيدة الأميركية.
Sign In »
Quotes Ayman Liked
“نسميهم العصاة أو المتمردين، الإرهابيين، المجرمين، عناصر الشغب. كل الصفات صالحة لكي لا نقول المقاومة”
― الحفيدة الأميركية
― الحفيدة الأميركية
Reading Progress
May 12, 2010
– Shelved
May 12, 2010
– Shelved as:
arabic-booker-short-list
May 28, 2010
–
Started Reading
May 30, 2010
–
Finished Reading
:)