أُمنيـة's Reviews > قِناع بلَون السَّماء

اللغة جميلة
اختيار موضوع عادي، باحث يريد كتابة رواية عن مريم المجدلية ، و يفكر في الشخصيات ،
تبدو كرواية عالمية من شخص عادي لا يعاني سجنا و حكما مؤبدا

بعيدا عن ماهو متوقع من أدب فلسطيني عن السجون أو عن حياة اللاجئين و قصص التهجير

لمس الكاتب هنا موضوعين جديدين في القضية الفلسطينية لكنه مر عليهم مرورا سريعا
* موضوع تحوير المحتل لفكرة ( التشجير ) لوصف نفسه لدى الغرب أحادي الفكر بأنه حول الصحراء و المستنقعات لجنة أشجار

و هو إنما يخفي أثار ضحايا التهجير و المجازر التي ارتكبت ثم ليس في تحويل الصحراء لغابة بحداثة

فالطبيعة طبيعة الصحراء صحراء و الغابة غابة و المستنفع مستنقع
محاولة الغرب لفرض صورة واحدة للحياة الحديثة المتحضرة هو احتلال فكري يحتاج سرد و توضيح أكثر

* موضوع بعث الأثار الكثيرة التي جاءت برؤية توراتية تريد إثبات التاريخ التوراتي بأي شكل باكتشاف أي أثر لوجود يهودي كان هنا
و كما لم يسرد الكاتب هنا بشكل كبير أن كل هذة المساعي فشلت حتى تنحى رؤساء البعثات و أقروا صراحة بعدم وجود أي دليل على أي وجود لقصص التوراة التي يستحيل أن تكون حصلت في هذة الأرض دون وجود أي حفريات أو أثار ابدا

تخيلوا أصلا لو كانوا وجدوا ولو جرة تثبت أي شيء ، لصدعونا بها ليل نهار

لكن الواقع أنهم في خزي من فشل كل البعثات و خيبة أمل كل مسعى البحث عن أي أثر لوجودهم المزعوم و لإسرائلياتهم المبتورة

*ايضا موضوع عنصريتهم الداخلية تجاه بعضهم ، بين يهود أوروبا و يهود الشرق و يهود افريقيا و هو ما قد تتطرق له إيلان بابيه.

أسلوب الكاتب ذكرني ب واسيني الأعرج ، أكاديمي رسين و متزن و متحكم في الأصوات بدقة

القصة توضع بجوار رواية عدنية شبلي بجدارة ( تفصيل ثانوي ) للمحتوى و ايضا للظروف المحيطة

غلاف الرواية مربك و غير مرتب ، على غير عادة أغلفة دار الأداب !!

العنوان ايضا ملعبك ، لم يكن مشجع
جاء الفوز بالبوكر ليعوض الرواية ما فقدته من الغلاف و العنوان

ربما لو عنوان مثل ( من وراء الحجرات ) أو ( حجرات و هويات )
أو حتى ( قناع سماوي ) أو ( أبيض أزرق )
و هي الكلمة المستفزة التي من الواضح يتبادلها ابناء المحتل للدلالة على من هم منهم ( إشارة للون العلم الصهيوني )
المظلوم معهم بلوني السماء

في تذكير دائم بفظاعة ما صنعوه بالأرض و الناس ناسهم حتى

باختراع هوية و علم و لغة و دولة اجتثوا من فوق الأرض مالهم من قرار

ولو أنهم تمسكوا ببلادهم ألمانيا أو بولندا أو أو لأثبتوا وطنيتهم و لحافظوا على تراثهم كل حيث هو

لكنهم أثبتوا ظن هتلر بهم و أنهم غير أوفياء لوطنهم و لا لأي وطن سيخترعونه !